*أسعادي*
..........
دع ذكرى من تهوى إذا قال الفتى * بانت سعاد فراقني ميعادي
واتبع ورا طيف الضّيا حقّا ترى * إسم الغواني زلّة الزّهّاد
يا تائها في الحسن خذ لي نصحة * إنّ المحاسن بدلة الأمجاد
فكما جمال الكبرياء ردائه * فمن اليقين إزاره عوّادي
فإذا بدا نورالإله بعينه * فاسرح بصمتك يُنجلى محمودي
أو قل بدمع طافح يا ليتني * ذقت الفنا ببصائر المعبود
ليس العدى من ظلّ وصف من سُها * حكم اللقا للبهت كالأصفاد
لكن إذا عاد الجلا عند الضّحى * فعلى اللبيب تحكّم الإرشاد
فاشكرعطاء الواجب التّحميد * ساعي الهوى يمضي هوى الصّيّاد
واقطع بحكم الأنت أحكام الأنا *إنّ اللبيب يقول أنت مرادي
يا أيّها المدّثر المنكود * إخلع ثياب النّوم والإرقاد
خذها برفق منحتي لفؤاد * أضنى الملا إعصاره ...وجنودي
خبّأتها لك درّة الإنضاد * وبجيدها إستحكمت إقليدي
نادى الحجى في حيرة بسؤاله * هل أسدل الليل الرّدا المعتاد
مكر العظيم يحيّر الأفرادا * يعطي سخاوة ساعة الإرصاد
*****
غمر الضّياء قتامة الأجساد * ورمى بليلي ثوبه وبزادي
ومشى على جسمي شعاع بريقه * فتعانقا بهتي ولطف أيادي
وبدى الجمال مروّحا لشقاوتي * فشهقت من لهفي وصرت أنادي
سحر الجمال ونوره وفنونه * والوهج والإحراق من توحيدي
فجر النّدى،برق الصّفا،شرب الهنا * والحمد من متواجد غرّيد
والسّحق والمحق والتّجريد * اجّمّعا ليمجّدا أسياد
حسناء قائمة على سجّادي * نفظت بلطف حيرتي وجمودي
وثبت بحبّ تنشد الأورادا * من حضرة التّقوى ومنح الجود
هيفاء التهمت عناء شرودي * كخريدة لبست خيال سهادي
دخلت لتطارد وحدتي،لأنادي * سبحان من صاغ الرّدا الوقّاد
خلت الجنان تفتحت أبوابها* لمّا هوى رمش الهوى أعوادي
ليست سعاد، ولا دعابة هند * أودعد،أوليلى رغا الأنجاد
إنّ الجواري أطردت بمذاقنا * يوم استدارت ساعة الحمّادي
قل إنّها قدّاحة الأزناد * تهوى إثارة ظلمة الأجساد
ياليتها وهبت شراب نهود * تطفي ضماإحراقة الأكباد
سهم اللحاظ يناثرالإمدادا* وغموض قلبي يشتهي تزويدي
جودي بربّك سكرودادي *واغري كؤوسي عصرة العنقود
واسقي شقاوة دمعتي وورودي* فعسى نكادي يحتسي أعيادي
إنّي رفعت إشارة الإنقاد* وصبابتي سئمت نداء عنادي
هاقد بدا فجرالهوى المعتاد * لا ترحلي بل جدّدي تبديدي
كم هفّ قلب ينشد الوصل *الذي لضمانه يلقى الكسا بالوادي
ياقاتلي بالليل أنظرني صبحة * حتّى أرى رمّاحة الأسفاد
فكما جرى وفقا على أحكامكم * خلّ الهوى يحيي دما الأشهاد
عجبي رأيت تهمّم الأحفاد *يعلو مراقي همّة الأجداد
فبأحمدي ، وبهديه لا أرتقي إلا علاء،فضلا من الجوّاد
فالحمد لله الذي روّى الضّما * من شرب مختار الهدى إنشادي
بلّلت قولي أدمع قطرت دما * لو ذاقها جفني لحلّ عهودي
لكن إليه يصعد الكلم الذي * أُذن الملا تقصيده لسعادي
..............ريحانيات
الاديب المفكر والشاعر التونسي
محمد نور الدين المبارك الرّيحاني
تعليقات
إرسال تعليق